هيبة ولي الأمر واجب شرعي وضرورة دنيوية

الشيخ عبدالله النجمي

إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ وذُ بِاللهِ . مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ .

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عِبَادَ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ عَلَى عِبَادِهِ شَرِيعَةٌ كَامِلَةٌ تَكْفُلُ لَهُمْ صَلَاحَ الدُّنْيَا وَسَعَادَةَ الْآخِرَةِ، وَمِمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْعِبَادَ مِمَّا فِيهِ صَلَاحُ مُجْتَمَعَاتِهِمْ، وَقِيَامُ مَعَاشِهِمْ، وَثَبَاتُ أَمْنِهِمْ، وَاجْتِمَاعُ كَلِمَتِهِمْ، وَقُوَّةُ شَوْكَتِهِمْ: أَنْ يَسُوسَ الْوُلَاةُ رَعَايَاهُمْ بِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الوَاجِبَاتِ، وَأَنْ تَقُومَ الرَّعِيَّةُ بِأَدَاءِ حُقُوقِ وَلَاتِهِمُ الَّتِي أَوْصَى اللَّهُ بِهَا فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ، وَأَوْصَى بِهَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَارَ عَلَيْهَا السَّلَفُ الصَّالِحُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.

لَقَدْ جَاءَ الأَمْرُ صَرِيحًا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى بِطَاعَةِ أُولِي الأَمْرِ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،

حَيْثُ قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) .

وَمِنْ مُهِمَّاتِ الأَبْوَابِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بِهَا، وَيَحُثُ أُمَّتَهُ عَلَى التَّمَسُّكِ بِأَوَامِرِهِ فِيهَا : بَابُ مُعَامَلَةِ الحُكَّامِ، فَكَانَ يُوصِي بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْأَئِمَّةِ بِالمَعْرُوفِ، وَيَحُثُ عَلَى الصَّبْرِ عَلَيْهِم وَيُرَغَبُ فِي إِكْرَامِهِمْ وَتَوْقِيرِهِمْ، وَالدُّعَاءِ لَهُمْ ، وَتَوْجِيهِ النَّصِيحَةِ إِلَيْهِمْ بِالرِّفْقِ وَالسِّرِّ مَعَ جَمْعِ القُلُوبِ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَكُونَ المُسْلِمُونَ يَدًا
وَاحِدَةٌ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهَذِهِ الوَصَايَا سَلِمَ وَغَنِمَ، وَمَنْ أَخَلَّ بِشَيْءٍ مِنْهَا خَابَ وَغَرِمَ.

عِبَادَ اللَّهِ : كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بِأَدَاءِ هَذِهِ الحُقُوقِ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ وَتَحْتَ كُلِّ الظُّرُوفِ؛ فَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أَمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا؛ فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].

وَلَقَدْ أَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ بِالصَّبْرِ عَلَيْهِمْ، وَعَلَى طَاعَتِهِمْ فِي المَعْرُوفِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ المَصْلَحَةِ العَامَّةِ لِلْمُسْلِمِينَ؛ فَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].


وَجَاءَتِ الْأَحَادِيثُ الكَثِيرَةُ - عِبَادَ اللَّهِ - فِي بَيَانِ أَهَمِّيَّةِ النَّصِيحَةِ لِوُلَاةِ الأَمْرِ ، لَكِنَّهَا تَكُونُ بِإِخْلَاصِ وَرِفْقٍ وَلِينٍ، نَصِيحَةٌ سِرِّيَّةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ، لَا عَلَى المَلَإ وَفِي المواقع والمنتديات وَلا عَلَى المَنَابِرِ وَالقَنَوَاتِ، فَتَمْتَلِيَ قُلُوبُ الرَّعِيَّةِ عَلَى وَلِيِّ أَمْرِهَا فَتَخْرُجَ عَلَيْهِ، فَيَجُرَّ ذَلِكَ البَلَاءَ وَالْفِتَنَ، وَالدَّمَارَ وَالمِحَنَ؛ فَعَنْ عِيَاضٍ بْنِ غَنْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةٌ، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ» [رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ ].

عِبَادَ اللَّهِ : لَقَدْ حَثَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى تَوْقِيرِ الحَاكِمِ وَإِكْرَامِهِ، وَأَوْصَى بِهِ أُمَّتَهُ؛ وَسَارَ الصَّحَابَةُ رضي الله عنهم عَلَى هَذَا النَّهْجِ الْقَوِيمِ، فَأَوْصَوْا مَنْ بَعْدَهُمْ بِمَا أَوْصَاهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَدُّوا أَبْوَابَ الْفِتَنِ عَنِ الأُمَّةِ، وَعَاشُوا عَلَى خَيْرٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانِ؛ فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «أَمَرَنَا أَكَابِرُنَا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا نَسُبَّ أَمَرَاءَنَا، وَلَا نَغُشَّهُمْ، وَلَا نَعْصِيَهُمْ، وَأَنْ نَتَّقِيَ اللَّهَ وَنَصْبِرَ، فَإِنَّ الْأَمْرَ قَرِيبٌ» [رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ نِفَاقِ المَرْءِ طَعْنُهُ عَلَى إِمَامِهِ [رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ].

وَلَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ - عِبَادَ اللَّهِ - يَحُثُونَ عَلَى الدُّعَاءِ لِوَلِيِّ الأَمْرِ بِالصَّلَاحِ لِيَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا فِي الأَمْنِ
وَالاسْتِقْرَارِ وَالفَلَاحِ، يَقُولُ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللهُ : " لَوْ أَنَّ لِي دَعْوَةً مُسْتَجَابَةٌ مَا جَعَلْتُهَا إِلَّا فِي السُّلْطَانِ". فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَلِيٌّ فَسِّرَ لَنَا هَذَا، قَالَ: "إِذَا جَعَلْتُهَا فِي نَفْسِي لَمْ تَعْدُنِي، وَإِذَا جَعَلْتُهَا فِي السُّلْطَانِ صَلُحَ، فَصَلُحَ بِصَلَاحِهِ العِبَادُ وَالبِلادُ".

فَالإِخْلَالُ بِالوَصَايَا الشَّرْعِيَّةِ فِي هَذَا البَابِ شَرُّهُ عَظِيمٌ؛ وَخَطَرُهُ جَسِيمٌ، بَلْ يَعْزُو بَعْضُ العُلَمَاءِ الشُّرُورَ وَالْفِتَنَ الَّتِي أَلَمَّتْ بِالأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ إِلَى الْإِخْلَالِ بِهَذَا البَابِ، وَهَذَا ظَاهِرُ لِمَنْ تَدَبَّرَ التَّارِيخَ القَدِيمَ وَالمُعَاصِرَ، وَمَا حَصَلَ فِيهِ مِنَ الْفِتَنِ وَالخُرُوجِ، فَقَلَّمَا خَرَجَ خَارِجِيٌّ إِلَّا كَانَتِ الْمَفَاسِدُ أَعْظَمَ مِنَ المَصَالِحِ، وَتَوَلَّدَ مِنْ فِعْلِهِ مَا لَا تُحْمَدُ عُقْبَاهُ، مِنْ ذَهَابِ الأَمْنِ وَالأَمَانِ، وَانْتِشَارِ الفَوْضَى وَالدَّمَارِ.

يَقُولُ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنِ الخُرُوجِ عَلَى الوُلَاةِ: " فَإِنَّهُ أَسَاسُ كُلِّ شَرٌ وَفِتْنَةٍ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ ، ... وَمَنْ تَأَمَّلَ مَا جَرَى عَلَى الْإِسْلَامِ فِي الْفِتَنِ الكِبَارِ وَالصِّغَارِ رَآهَا مِنْ إِضَاعَةِ هَذَا الْأَصْلِ، وَعَدَمِ الصَّبْرِ عَلَى مُنْكَرٍ ، فَطَلَبَ إِزَالَتَهُ فَتَوَلَّدَ مِنْهُ مَا هُوَ أَكْبَرُ منه".

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيل فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
.

.

.
الخطبة الثانية:


الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ رَبُّهُ رَ- رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ - عِبَادَ اللَّهِ - وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، فَمَن اتَّقَى اللَّهَ وَقَاهُ، وَنَصَرَهُ وَكَفَاهُ.

عِبَادَ اللَّهِ: وَإِنَّ مِنَ الحُقُوقِ اللَّازِمَةِ عَلَى الرَّعِيَّةِ لِوُلَاةِ أُمُورِهِمْ : تَوْقِيرَهُمْ وَإِكْرَامَهُمْ، وَمَن لَازَمَ ذَلِكَ تحريم الوقيعة فيهم وَقَدْ حَثَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى تَوْقِيرِ الحَاكِمِ وَإِكْرَامِهِ، وَأَوْصَى بِهِ أُمَّتَهُ؛ لِعِلْمِهِ بِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ المَصَالِحِ لِلْمُسْلِمِينَ، وَدَفْعِ الشَّرِّ وَالفَوْضَى وَالْفِتَنِ عَنْهُمْ؛ فَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «السُّلْطَانُ ظِلُّ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ أَكْرَمَهُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَهَانَهُ أَهَانَهُ اللَّه [رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي السُّنَّةِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ، وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ ].

إِنَّ وُلَاةَ أُمُورِنَا - يَا رَعَاكُمُ اللهُ - يَلُونَ مِنْ أُمُورِنَا الكَثِيرَ، فَيَجِبُّ أَنْ نَكُونَ لَهُمْ خَيْرَ عَوْنٍ وَنَصِيرٍ، فَنَشْكُرَ فَضْلَهُمْ وَجُهْدَهُمْ، وَنَصْبِرَ عَلَيهِم فَإِذَا تَحَقَّقَ السَّمع والطاعة بالمَعْرُوفِ حَصَلَ بِذَلِكَ الخَيْرُ الْوَفِيرُ، وَقَامَتْ مَصَالِحُ النَّاسِ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ.

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل - أي دخول الجنة - ذكر منهم رجل دخل على إمامه يريد بذلك تعزيره وتوقيره» [رواه أحمد وصححه الألباني].
وقال عليه الصلاة والسلام : «سيكون بعدي سلطان فأعزوه من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام ولم يُقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت» [رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني].
وقال عليه الصلاة والسلام : «إنَّ من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط» [رواه البخاري في الأدب المفرد وحسنه الألباني].

قال سهل بن عبد الله التُّسْتري : " لا يزال الناس بخير ما عظّموا السلطان والعلماء فإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأُخْراهم ".
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله : " من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ."


اللهُمَّ أَعزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشَّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّين.

اللهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَاننَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا. اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة
نبيك، وتحكيم شرعك. اللهُمَّ وَفِّقهم لِمَا فِيهِ عِزُّ الْإِسْلَامَ وَصَلَاحُ المسلمين.
اللهم احفظ جنودنا المرابطين ورجال أمننا، يارب العالمين.

اللهم كن لإخواننا المستضعفين في فلسطين وفي كل مكان.
اللهم ارحم موتاهم واشف جرحاهم يا رب العالمين.
اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك. اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتَكَ، وَتَحَوُّل عَافِيَتِكَ،
وَفُجَاءَةِ نَقِمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.

عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُربى

وَيَنهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَعْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

جمع وتنسيق / عبد الله بن محمد حسين النجمي خطيب جامع الحارة الجنوبية بالنجامية بمنطقة جازان